منتدى مدرسة بنات رفح الإعدادية ب للاجئات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رانيا درغام

رانيا درغام


عدد المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

الاسير Empty
مُساهمةموضوع: الاسير   الاسير Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 12:15 pm

إن المعاناة الناتجة عن الواقع الاعتقالي الذي يعيش فيه الأسير
الفلسطيني لا يمكنها بأي شكل من الأشكال التحول بالى أداة مواجهة إلا في حالة حماية
مشروعها من خلال كتابتها و نشرها وتوثيقها ... بحيث تصبح شاهداً رئيسياً وحامياً في
نفس الوقت للأسير الفلسطيني الإنسان الذي يعاني في كل لحظة من شدة الظلم والظلام
داخل واقع حديدي لا يرحم.

في نفس الوقت المعاناة ليست بحاجة للبهرجة أو
الكذب والتلفيق من اجل حمايتها.. فهي ظاهرة نبيلة لا تقبل الكذب والخداع أثناء
سردها وكتابتها ..

ولقد حاولت قدر الإمكان عبر مقالاتي هذه التركيز بشكل
أساسي على البعد الإنساني الذي يسعى الأسير إلى إبقائه حياُ رغم كل الهجمات الشرسة
والسياسات المنظمة الهادفة لاقتلاع الإنسان من إنسانيته ..
إذ أن ميزان الأخلاق
والقيم الإنسانية عندما يرتطم بالدواعي الأمنية يختل ويفقد اتزانه إلى درجة التحطم
.

لذلك قررت البدء في كتابة هذه المقالات بعد أن لمست افتقاراً في التركيز
على كتابة حساسية البعد الإنساني المحايد.. ومن هنا انطلق مشروع كتابة المعاناة بعد
إجراء بعض التعديلات على مقولة الفيلسوف اليوناني أرسطو:
" لا بد للمأساة من أن
تحتفظ بقوتها على إثارة الفزع والشفقة "..

إذ أن المأساة أو المعاناة التي
يعيشها الأسير الفلسطيني قوية وتصبح أقوى من خلال روايتها.. ولكن الشفقة كلمة غير
موجودة في قاموس الأسير الإنسان لان الشفقة تمنح للذين فقدوا إنسانيتهم .. وفقدوا
أيضا أسمى وأنبل المعاني .. واصبحو على أتم العجز واليأس ..
وأسيرنا الفلسطيني
ليس بحاجة إلى شفقة من احد نتيجة كتابته ماساته ... بل يسعى إلى اطلاع العالم الذي
أساء فهم الإنسانية على بعض تفاصيل حياته الاعتقالية حتى يدرك هذا العالم انه ما
يزال بإمكانه إرجاع الذاكرة إلى إنسانيته من خلال التضامن والوقوف بجانب جميع
المظلومين والمستضعفين في الأرض .

من جهة أخرى ... أسعى أيضا عبر محاولتي
المتواضعة هذه إلى الابتعاد عن تقليدية المواد الكتابية التي تتحدث عن واقع الأسير
من خلال أبعاد مادية .
تتعلق بالأمور التفصيلية للحياة اليومية بصورة خاصة إذ
أنني أسعى من خلال بعض الكلمات إلى الاقتراب من عواطف الأسير ومن ذلك الحس الإنساني
المرهف الذي يمتلكه رغم كل شراسة ...
أسعى بقدر الإمكان إلى ترجمة مشاعره
وأحاسيسه وفرحه وحزنه بعيداً عن تلك الشعارات والمقولات التي تتحدث عنه
.

فهو أسد رابض في عرينه ولكنه إنسان يحب ويكره ... وهو بطل مغوار لا ينحني
ولا يستكين ولكنه إنسان يبكي ويضحك ويصحو وينام..

ومن هنا فقد وجب الدخول
عبر الكلمات إلى ذلك العالم الإنساني الداخلي للأسير الفلسطيني ... والكتابة عنه
بعيداً عن الأساطير .. فالمعاناة اشد الظواهر صدقاً وواقعية ولا تفقد قوتها إلا من
خلال الكذب .. إذ أنها في هذه الحالة تصبح دراما كوميدية بائسة التناقض ...
في
الختام أرجو أن أكون قد كتبت بصدق وحياد بعضاً من تلك المعاناة التي تولد رغماً
عنها أدوات تحمي إنسانية الأسير وتهاجم كل من يحاول الانقضاض عليها ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة بنات رفح الإعدادية ب للاجئات :: منتديات المواد الدراسية :: منتدى الرياضيات-
انتقل الى: